هناك أنهار لا تسير على الخرائط، بل في داخلنا. تنبع من لحظاتٍ صغيرة نعيشها، وتمتدّ عبر الذاكرة لتروي أرواحنا حين يجفّ الواقع. هذا النهر لا يُرى، لكنه يجري بصمتٍ في ليل كل إنسانٍ يحلم.

يمرّ النهر الذي يعبر الأحلام بين ضفافٍ من الأمنيات، ويعكس فوق مياهه صور الوجوه التي أحببناها وغابت. أحيانًا يهدأ كالسلام، وأحيانًا يفيض كالشوق. لكنه لا يتوقف أبدًا، لأنه من طبيعة الحلم أن يستمر حتى بعد أن نصحو.

في كل حلمٍ جميل، هناك نهرٌ صغيرٌ يعبر دون أن نراه. وربما، حين نغفو الليلة، سنسمع خريره من جديد، يهمس لنا بأن الأمل ما زال يتدفّق، وأن الأرواح التي تعرف الحلم لا تعرف الجفاف.