أحيانًا يبدو البحر أكثر صدقًا حين يصمت. لا أمواج، لا صخب، فقط سطحٌ أزرق هادئ يحمل في أعماقه قصصًا لا تُروى. في لحظات السكون تلك، يمكن للمرء أن يسمع صوت نفسه، أن يرى انعكاس قلبه كما لو كان صفحة ماء شفافة.
البحر لا يهدأ عبثًا، فهو يعرف أن الهدوء أبلغ من العاصفة. يراقب من بعيد من يقترب منه، ويُخفي أسراره في أعماق لا يصل إليها الضوء. وربما في صمته رسالة: أن بعض الجمال لا يُقال، بل يُحس.
حين يصمت البحر، يصير العالم أكثر صدقًا، والإنسان أكثر قربًا من ذاته. فالصمت، كما البحر، لا يحتاج إلى تفسير، بل إلى من يُصغي.