-
في مكانٍ بعيد، لا تُرسم الطرق بالإسفلت، بل بالأمواج.
مدينةٌ تبني شوارعها من المراكب، وتُطفئ أنوارها بانعكاس القمر على السطح السائل.
الناس هناك لا يسيرون، بل ينسابون فوق الماء كما لو أن الأرض أصبحت ذكرى.كل شيء يتحرّك ببطء، والهدوء يشبه الحلم.
الأبواب تفتح على الأرصفة العائمة، والأطفال يلعبون فوق الجسور الخشبية الصغيرة.
صوت الماء هو موسيقى الصباح، ورفيف الموج هو دقات المساء.في تلك المدينة، تعلّمت البيوت كيف تتأرجح دون أن تسقط،
وتعلّم الناس أن التوازن ليس في الثبات، بل في الانسجام مع حركة الحياة.