بين الورق الأبيض والقلم الصامت، تعيش آلاف الحروف التي تنتظر الولادة. بعضها يخاف الخروج، وبعضها يبحث عن كاتبٍ يمنحه شكلاً ومعنى. تلك الحروف لا تموت، بل تبقى عالقة بين الفكرة والصوت، بين النية والتنفيذ.
في كل إنسانٍ كاتبٌ صغيرٌ يخبئ نصوصًا لم يُكملها، ورسائل لم يُرسلها، وعباراتٍ أراد أن يقولها يومًا ثم سكت. هذه الحروف هي مرآةٌ لأحلامنا المؤجلة، لأفكارنا التي لم تجد طريقها بعد إلى الضوء.
وربما أجمل ما فيها أنها ما زالت تنتظر. لأن الكتابة الحقيقية لا تبدأ بالحبر، بل بالشعور، ولا تنتهي عند السطر الأخير، بل حين تجد الحروف أخيرًا من يُنصت لها.